عند الله من الرحمة لم يَيْأَسْ من الجنة، ولو يَعْلمُ المؤمنُ بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمَنْ من النار] (١).
الحديث الثاني: أخرج البزار بسند حسن عن أبي سعيد مرفوعًا: [لو تعلمون قَدْرَ رحمةِ الله لاتكلتم عليها].
ورواه ابن أبي الدنيا من حديث ابن عمر مرفوعًا: [لو تَعْلمون قَدْر رحمةِ الله عزَّ وجلَّ، لاتّكلتم وما عَمِلْتُم مِنْ عَمَلٍ، ولو عَلِمْتُم قَدْر غَضَبِهِ ما نفعكم شيء] (٢).
الحديث الثالث: أخرج عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" بسند حسن عن أنس: [أن النبي - ﷺ - دخل على شاب وهو بالموت، فقال: كيف تجدك؟ قال: والله يا رسول الله إني أرجو الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله - ﷺ -: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن، إلا أعطاه الله ما يرجو، وأمّنه مما يخاف] (٣).
٥١ - ٦٠. قوله تعالى: ﴿وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (٥١) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (٥٢) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (٥٣) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (٥٤) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (٥٥) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (٥٦) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٥٧) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٥٨) إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٩) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (٦٠)﴾.
في هذه الآيات: ذِكْر الله خبر الملائكة الذين أرسلهم الله لاستئصال قوم لوط المجرمين، فنزلوا ضيوفًا عند إبراهيم، فخاف منهم فبشروه بغلام عليم، كما بشروه بهلاك قوم آثمين، وبنجاة آل لوط إلا امرأته كانت من الغابرين.
(٢) حديث حسن. أخرجه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن" (٢/ ١٩٣/ ١)، وقال الهيثمي (١٠/ ٢١٣): "رواه البزار، وإسناده حسن". انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢١٦٧).
(٣) حديث حسن. أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص ٢٤/ ٢٥)، وابن أبي الدنيا كما في "الترغيب" (٤/ ١٤١)، ورواه الترمذي وغيرهم.