الرجال من التحلي باللؤلؤ والمرجان، ما لم يستعمله على صفة لا يستعمله عليها إلا النساء خاصة. فإن ذلك ممنوع، ورد الشرع بمنعه، من جهة كونه تشبُّهًا بهنّ، لا من جهة كونه حلية لؤلؤًا أو مرجانًا).
وعن ابن عباس: (﴿مَوَاخِرَ﴾ قال: جَواري). وقال سعيد بن جبير: (معترضة). وقال الحسن: (مواقر). وقال قتادة والضحاك: (أي تذهب وتجيء، مقبلة ومدبرة بريح واحدة). قال القرطبي. (وأصل المَخْر شقّ الماء عن يمين وشمال. مَخَرت السفينة تَمْخَر وتمْخُر مَخْرًا ومخورًا إذا جرت تشق الماء مع صوت). وقال الجوهري: (ومَخَر السابح إذا شقّ الماء بصدره، ومخَر الأرض شقها للزراعة).
وقوله: ﴿وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. أي: ولتركبوه للتجارة وطلب الربح والسياحة في الأرض ورؤية بلاد الله الواسعة ومخلوقاته العجيبة، مما يزيدكم ذلك لله شكرًا.
وقوله: ﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾. قال قتادة: (الجبال أن تميد بكم). وقيل: لئلا تميد بكم. والميد الاضطراب والتكفؤ. يقال: مادت السفينة إذا تكفأت بأهلها ومالت، ومنه الميد الذي يعتري راكب البحر، وهو الدوار. قال مجاهد (﴿أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾: أن تكفأ بكم).
وقوله: ﴿وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا﴾. قال ابن كثير: (أي: وجعل فيها أنهارًا تجري من مكان إلى مكان آخرَ، رِزقًا للعباد، يَنْبُعُ في موضع وهو رِزْقٌ لأهل موضع آخرَ، فيقطَعُ البقاع والبراري والقفار، ويخترق الجبال والآكام، فيصلُ إلى البلد الذي سُخِّر لأهله، وهي سائرة في الأرض يمنة ويسرة، وجنوبًا وشمالًا، وشرقًا وغربًا، ما بين صغار وكبار، وأودية تجري حينًا وتنقطع في وقت، وما بين نَبْعٍ وجَمْعٍ، وقَوِيِّ السير وبطيئه، بحسب ما أراد وقدّر، وسخرِ ويسر. فلا إله إلا هو، ولا رب سواه. وكذلك جعل في الأرض سُبُلًا، أي: طرقًا يُسْلَكُ فيها من بلاد إلى بلاد، حتى إنه تعالى ليقطع الجبل ليكون ما بينهما ممرًا ومسلكًا، كما قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا﴾). وقال قتادة: (﴿سُبُلًا﴾: أي طرقًا).
وقوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾. قال ابن جرير: (يقول: لكي تهتدوا بهذه السبل التي جعلها لكم في الأرض إلى الأماكن التي تقصدون، والمواضع التي تريدون، فلا تضلوا ولا تتحيروا).


الصفحة التالية
Icon