يُساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يُسْقون من عُصارة أهل النار، طينة الخبال] (١).
وقوله: ﴿لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾. أي: حقًا يعلم سبحانه ما تخفي صدور المشركين وما يبطنون من الاستكبار على الله، وما يعلنون ويظهرون من الكفر والصد عن سبيل الله.
وقوله: ﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ﴾. أي: لا يحب تعالى المستكبرين على طاعته والمصرين على تحكيم الأهواء والأنفس والشهوات.
وفي التنزيل: قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: ٦٠].
وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود، عن النبي - ﷺ - قال: [لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كِبر، قيل: إن الرجل يحبّ أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكِبْرُ بَطَرُ الحق، وغَمْطُ الناس] (٢).
وله شاهد فيه عنه بلفظ: [لا يدخل النار أحد في قلبه مثقالُ حبة خردلٍ من إيمان، ولا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقالُ حبة خردل من كبرياء].
٢٤ - ٢٩. قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٢٤) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (٢٥) قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (٢٦) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (٢٧) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (١/ ٦٥)، ورواه أحمد وأبو داود والترمذي، وانظر مختصر صحيح مسلم - حديث رقم - (٥٤) - كتاب الإيمان.