إليهم - أي القرآن: وهو الوحي الأول - فتفسر لهم مجمل القرآن، وتُفَصِّل لهم ما يحتاجون معرفته عن أمور دينهم ومفهوم الإسلام والإيمان والإحسان، وسبيل النجاة من الفتن القادمة عبر الزمان، ومن عذاب الله يوم القيامة - لعلهم يعتبرون ويتعظون فيلزمون طريق النجاة.
قال القرطبي رحمه الله: (فالرسول - ﷺ - مُبَيِّنٌ عن الله عز وجل مراده مما أجمله في كتابه من أحكام الصلاة والزكاة وغير ذلك مما لم يُفَصِّلْه).
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ أي: من ربهم لعلمك بمعنى ما أنزل الله عليك وحرصك عليه).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء: ٥٩].
٢ - وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: ٣١].
٣ - وقال تعالى: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: ٣٢].
٤ - وقال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: ٧].
قال مجاهد في التفسير: (﴿فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ قال: كتاب الله وسنة نبيه - ﷺ -). وقال ميمون بن مهران: (الرد إلى الله، الردّ إلى كتابه، والردّ إلى رسوله إن كان حيًا، إن قبضه الله إليه فالردّ إلى السنة).
ومن كنوز صحيح السنة في آفاق مفهوم الآية أحاديث:
الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم عن عائشة عن النبي - ﷺ - قال: [ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنَعُه؟ ! فوالله إني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية].
وفي لفظ: [ما بال رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه فكرهوهُ وتنزهوا عنه؟ فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدهم له خشية] (١).