الحديث الثاني: أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن سمرة، عن النبي - ﷺ - قال: [إذا حدثتكم حديثًا، فلا تزيدُنَّ عليّ] (١).
الحديث الثالث: أخرج الحاكم عن ابن مسعود مرفوعًا: [إنه ليس شيءٌ يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به، وليس شيءٌ يقربكم إلى النار إلا قد نهيتكم عنه].
وفي لفظ عند الطبراني: [ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله تعالى إلا وقد أمرتكم به، وما تركت شيئًا يبعدكم عن الله تعالى إلا وقد نهيتكم عنه] (٢).
الحديث الرابع: أخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: [هلاك أمتي في الكتاب واللَّبن. قالوا: يا رسول الله ما الكتاب واللبن؟ قال: يتعلمون القرآن فيتأولونه على غير ما أنزل الله عز وجل، ويحبون اللبن فيدعون الجماعات والجمعَ ويبدون] (٣).
قال ابن عبد البر: (أهل البدع أضربوا عن السنن، وتأولوا الكتاب على غير ما بينت السنة، فضلوا وأضلوا).
وفي "شرح السنة" للبغوي عن أبي بن كعب قال: (عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن ففاضت عيناه من خشية الله فتمسه النار أبدًا، وإن اقتصادًا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة).
وكان الإمام مالك يقول - كما ذكر الشاطبي في "الاعتصام" -: (من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمدًا خان الرسالة، لأن الله يقول: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ فما لم يكن يومئذ دينًا لا يكون اليوم دينًا).
وكان الإمام الشافعي يقول - كما يروي أبو نعيم في "الحلية" -: (حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل، ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال: هذا جزاءُ من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام).
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (١٦٤٧)، وبلفظ مقارب، وأخرجه الشافعي وابن خزيمة كما ذكر الألباني في "الصحيحة" - حديث رقم - (١٨٠٣).
(٣) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٤/ ١٥٥)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢٧٧٨)، وقوله: "يبدون" - أي يخرجون إلى البادية لطلب اللبن في المراعي على حساب واجبات دينهم.