تعالى ساجدًا، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا، وما تلذّذتم بالنساء على الفُرُش ولخرجتم إلى الصُّعُدات تجأرون إلى الله] (١).
وقوله تعالى: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.
دليل في علو الله تعالى، فهو سبحانه فوق عرشه، بائن من خلقه، وبعض الملائكة تعرج إليه بأعمال العباد، وبعضهم ينزل بالأمر قضاه تعالى في السماء، وجميعهم يفعلون ما يؤمرون، ويؤدون حقوق الله عليهم، ويجتنبون ما يُسخطه.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ [فاطر: ١٥].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (١٥٧) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ﴾ [النساء: ١٥٧، ١٥٨].
٣ - وقال تعالى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [المعارج: ٤].
ومن كنوز السنة العطرة في آفاق هذا المعنى أحاديث:
الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله - ﷺ - قال: [الملائكة يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج إليه الذين باتوا فيسألهم، وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون] (٢).
الحديث الثاني: أخرج أبو داود والترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله - ﷺ - قال: [الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء] (٣).
الحديث الثالث: أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد قال: قال
(٢) حديث صحيح. أخرجه الشيخان وغيرهما، وفي رواية (يتعاقبون فيكم ملائكة..) - انظر صحيح البخاري (٥٥٥)، (٣٢٢٣)، وصحيح مسلم (٦٣٢)، ومسند أحمد (٢/ ٣١٢).
(٣) حديث صحيح. رواه أبو داود (٤٩٤١)، والترمذي (١/ ٣٥٠)، وأحمد (٢/ ١٦٠)، وغيرهم.