رسول الله - ﷺ -: [ألا تأمنوني وأنا أمين مَنْ في السماء؟ يأتيني خبر السماء صباحًا ومساء] (١).
٥١ - ٥٥. قوله تعالى: ﴿وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (٥١) وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (٥٢) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (٥٣) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٥٤) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٥٥)﴾.
في هذه الآيات: إثبات الوحدانية لله العظيم، له ما في السماوات وما في الأرض وله الدين الحق المبين، وما بكم من نعمة - أيها الناس - فمن الله المنعم الكريم، الذي إن مسكم الضر فإليه تجأرون، وإن كشفه عنكم فأكثركم يشركون، ليتمتعوا بما في أيديهم من زينة الدنيا الفانية وسوف يعلمون.
فقوله: ﴿وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾.
أَمْرٌ من الله تعالى عباده بإفراده بالألوهية، وصرف العبادة له وحده، فإنه لا إله إلا الله. وقد بعث الرسل جميعًا - صلوات الله وسلامه عليهم - بهذه الدعوة، دعوة التوحيد.
ففي التنزيل: قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: ٢٥].
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه عن النبي - ﷺ - قال: [من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئًا دخل النار] (٢).
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٩٣) - كتاب الإيمان. باب من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومن مات مشركًا دخل النار، من حديث جابر رضي الله عنه.