وفي صحيح مسلم عن عثمان رضي الله عنه عن النبي - ﷺ - قال: [من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة] (١).
وقوله: ﴿فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ﴾ قال ابن جرير: (يقول: فإياي فاتقوا وخافوا عقابي بمعصيتكم إياي إن عصيتموني وعبدتم غيري، أو أشركتم في عبادتكم لي شريكًا).
وقال النسفي: (نقل الكلام عن الغيبة إلى التكلم، وهو من طريقة الالتفات، وهو أبلغ في الترغيب من قوله فإياي فارهبوا، فارهبوني).
وقوله: ﴿وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا﴾.
أي: لله ملك ما في السماوات والأرض من شيء، وكل خلق ورزق وحياة وإماتة فبأمره، ومن ثم فإن الطاعة والإخلاص له سبحانه إنما ينبغي له دائمًا ثابتًا وواجبًا.
قال ابن عباس: (﴿وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا﴾ قال: دائمًا). وفي رواية أخرى قال: (واجبًا).
وقوله: ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (٥٢) وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾.
أي: كيف تحذرون أيها الناس وترهبون أحدًا أن يسلبكم نعمة الله عليكم، وكل ما لديكم من صحة وعافية ورزق وخير فهو من ربكم، يقسم ذلك بينكم، وما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها.
وقوله: ﴿ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ﴾. أي إن أصابكم سقم أو شدة فإلى الله تصرخون وتستغيثون. قال مجاهد: (تضرعون دعاء). وقال ابن عباس: (الضُّر: السُّقْم).
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ﴾.
أي: ثم إذا رفع سبحانه عنكم الشدة والبلاء والسقم سارع بعضكم إلى ما كان عليه من الشرك بالله، وربما نسب الفرج لنفسه أو لجهده وقوته وجحد النعمة.
قال القرطبي: (فمعنى الكلام التعجيب من الإشراك بعد النجاة من الهلاك، وهذا المعنى مكرر في القرآن).
وفي التنزيل نحو ذلك: قال تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا﴾ [الإسراء: ٦٧].