رسول الله - ﷺ -: [مَنْ عالَ جاريتين حتى يُدرِكا، دخلتُ أنا وهو الجنة، كهاتين] (١).
الحديث الرابع: أخرج أحمد والطبراني بسند حسن في الشواهد، من حديث عقبة بن عامر مرفوعًا: [لا تَكْرَهوا البنات، فإنهنَّ المُؤْنِساتُ الغاليات] (٢).
وقوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
أي: كل النقص والعيب ينسب للمشركين الذين كفروا بلقاء ربهم، وكل الثناء وجميع المحامد لله العلي الكبير، وهو العزيز الحكيم.
وعن قتادة: (﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾ قال: شهادة أن لا إله إلا الله). أو قال: (الإخلاص والتوحيد).
٦١ - ٦٤. قوله تعالى: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (٦١) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (٦٢) تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٦٣) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٦٤)﴾.
في هذه الآيات: تأخير الله تعالى مؤاخذة الناس بظلمهم رحمة بهم، والمشركون غافلون يجعلون لله ما يكرهون ويمضون كمن قبلهم من الجاهلين خلف أهوائهم، وقد زيّن لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم والعذاب مثواهم، وما أنزلنا عليك الكتاب - يا محمد - إلا لتبين لهم، وهدى ورحمة لمن آمن منهم.
فقوله: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ﴾.
أي: لو يؤاخذ الله الناس بكفرهم وظلمهم وبغيهم لعاجلهم بالعذاب ولما ترك على
(٢) حسن لشواهده. أخرجه أحمد (٤/ ١٥١)، وابن عدي (٦/ ٢٧٨)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة - حديث رقم - (٣٢٠٦)، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٧/ ٣١٠/ ٨٥٦).