والظن والخيال، بل لا بد من الحجة البالغة في صحة الأقوال والأفعال عند التماس الحق أو التحاكم.
وفي التنزيل: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ [الحجرات: ١٢].
وفي صحيح السنة المطهرة في ذلك أحاديث:
الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله - ﷺ - قال: [إياكُم والظَّنَّ، فإن الظَّنَ أكْذَبُ الحديث، ولا تَحَسَّسُوا، ولا تَجَسَّسُوا، ولا تناجَشُوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا] (١).
الحديث الثاني: أخرج أحمد والبخاري من حديث ابن عباس مرفوعًا: [مَنْ تَحَلَّمَ حلمًا كُلِّفَ يوم القيامة أن يَعْقِدَ بين شعيرتين، وليس بفاعل] (٢).
الحديث الثالث: أخرج البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر: أن رسول الله - ﷺ - قال: [إنَّ مِنْ أفرى الفِرى أن يُرِيَ عَيْنَهُ ما لمْ تَرَ] (٣).
الحديث الرابع: أخرج أبو داود بسند صحيح عن أبي مسعود، قال لأبي عبد الله، أو قال أبو عبد الله لأبي مسعود: ما سمعت رسول الله - ﷺ - يقول في: "زعموا"؟ قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: [بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَموا] (٤).
قال أبو داود: أبو عبد الله هذا: حذيفة.
الحديث الخامس: أخرج ابن ماجه بسند صحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -: [مَنْ تقوَّلَ عَلَيَّ ما لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأ مقعده من النار] (٥).
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٧٠٤٢)، وأحمد (١/ ٢١٦)، وأبو داود (٥٠٢٤)، بأتم منه.
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٧٠٤٣) - كتاب التعبير، باب من كذبَ في حُلمه.
(٤) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن (٤٩٧٢) - في الأدب - باب قول الرجل: "زعموا"، وانظر صحيح سنن أبي داود - حديث رقم - (٤١٥٨).
(٥) حديث حسن صحيح. أخرجه ابن ماجه (٣٤) - باب التغليظ في تعمد الكذب على رسول الله - ﷺ -. وانظر صحيح سنن ابن ماجه - حديث رقم - (٣٢)، وتخريج "مشكاة المصابيح" (٥٩٤٠).