قال النسفي: (أي - أخبار - تلك القصة بعض أنباء الغيب موحاة إليك مجهولة عندك وعند قومك ﴿مِنْ قَبْلِ هَذَا﴾ الوقت، أو من قبل إيحائي إليك وإخبارك بها ﴿فَاصْبِر﴾ على تبليغ الرسالة وأذى قومك كما صبر نوح، وتوقع في العاقبة لك ولمن كذبك نحو ما كان لنوح ولقومه ﴿إِنَّ الْعَاقِبَةَ﴾ في الفوز والنصر والغلبة ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾ عن الشرك).
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر: ٥١].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ﴾ [الصافات: ١٧١، ١٧٢].
أخرج الخطيب في "التاريخ"، والديلمي في "مسند الفردوس"، بسند رجاله ثقات عن أنس مرفوعًا: [النصر مع الصَّبر، والفَرَجُ مع الكَرْبِ، وإنَّ مع العُسْر يُسْرًا، وإن مع العُسْر يُسْرًا] (١).
٥٠ - ٥٢. قوله تعالى: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (٥٠) يَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٥١) وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (٥٢)﴾.
في هذه الآيات: إخبار الله تعالى عن إنذار هود - ﷺ - قومه ليفردوا الله تعالى بالعبادة والتعظيم، قبل حلول نقمة الله بهم ونزول العذاب الأليم. قال يا قوم لا أبتغي ببلاغي ودعوتي لكم مالًا بل أجري على الله الذي فطرني وأرسلني إليكم أفلا تعقلون. ويا قوم الزموا استغفار ربكم، فإنه من فضله ونعمه يزيدكم، فيرسل عليكم المطر والرزق ويزيدكم قوة إلى قوتكم، ولا تستكبروا عن طاعته وتسلكوا سبيل المجرمين.