وفي الصحيحين عن أبي موسى، عن النبي - ﷺ - قال: [إنّ الله تعالى ليُملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفلته] (١).
وقوله تعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾.
إخبار من الله جل ذكره أن هذه الدنيا دار فانية، مزينة بزينة زائلة، لا تستقيم لأحد لأنها دار اختبار وليست بدار قرار.
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي - ﷺ - قال: [إنَّ الدنيا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وإنَّ الله مُسْتَخْلِفُكم فيها فينظرُ كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإنّ أول فتنةِ بني إسرائيل كانت في النساء] (٢).
وفي جامع الترمذي بسند حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: [ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة] (٣).
وقوله تعالى: ﴿وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا﴾ - فيه أقوال متقاربة.
١ - قال ابن عباس: (يهلك كل شيء عليها ويبيد). وقال مجاهد: (﴿صَعِيدًا جُرُزًا﴾: بلقعًا).
٢ - قال قتادة: (الصعيد: الأرض التي ليس فيها شجر ولا نبات).
٣ - قال ابن إسحاق: (يعني: الأرض، إن ما عليها لفانٍ وبائد، وإن المرجع لإليّ، فلا تأس، ولا يحزنك ما تسمع وترى فيها).
٤ - قال ابن زيد: (الجُرز: الأرض التي ليس فيها شيء، ألا ترى أنه يقول: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا﴾ [السجدة: ٢٧]. قال: والجرز: لا شيء فيها، لا نبات ولا منفعة. والصعيد: المستوي).
وخلاصة المعنى: هذه الدنيا ستصير بعد الزينة إلى الخراب والدمار، وإلى الفناء

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٦٨٦)، ومسلم (٢٥٨٣)، والترمذي (٣١١٠)، والبيهقي (٦/ ٩٤) من حديث أبي موسى رضي الله عنه.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في صحيحه - حديث رقم - (٢٧٤٢)، وقوله: "مستخلفكم" أي: جاعلكم ذرية تخلفون القرون الذين قبلكم.
(٣) إسناده حسن. أخرجه الترمذي في السنن - حديث رقم - (٢٤٠١)، وقال: حديث حسن صحيح.


الصفحة التالية
Icon