أخرج البيهقي بسند حسن عن كليب، عن النبي - ﷺ - قال: [إن الله يحب من العامل إذا عمل أن يُحْسِن] (١).
ورواه من طريق عائشة بلفظ: [إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه].
وله شاهد عن ابن سعد في الطبقات بلفظ: [وإن العبد إذا عمل عملًا أحب الله أن يتقنه].
٢١ - ٢٤. قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (٢١) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (٢٢) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (٢٤)﴾.
في هذه الآيات: إخبارُ الله تعالى عن كشفه خبر أهل الكهف ليعلم من كذب بهذا الحديث أنَّ وعد الله حق والساعة آتية لا ريب فيها، وإعلامُه تعالى عن اتخاذ أهل النفوذ عليهم مسجدًا، وتنازع القوم في عددهم دون جدوى. وتنبيه الله العباد إلى ذكره وربط الأمور بمشيئته تعالى، فإنه لا يكون أمر إلا بإرادته وقضائه عز وجل.
فعن قتادة: (﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ﴾ يقول: أطلعنا عليهم ليعلم من كذب بهذا الحديث، أن وعد الله حق، وأن الساعة لا ريب فيها).
وقوله: ﴿لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا﴾ - ردٌّ على من أنكر البعث