الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}. ومن ثم فالخطاب يعمّ جميع الأمة.
وفي الحديث: [إذا نسيَ أحدُكم اسمَ الله على طعامه فليقل إذا ذكر: باسم الله أولَه وآخره] (١).
وقوله: ﴿وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا﴾.
قال ابن كثير: (أي: إذا سُئلت عن شيء لا تعلمه، فاسأل الله تعالى فيه، وتوجَّه إليه في أن يوفقك للصواب والرشد في ذلك. وقيل غير ذلك في تفسيره، والله أعلم).
٢٥ - ٢٦. قوله تعالى: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (٢٥) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (٢٦)﴾.
في هذه الآيات: إخبارُ الله تعالى عن لبث أهل الكهف في كهفهم ثلاث مئة وتسع سنين، وأنه تعالى الأعلم بذلك والأبصر بكل موجود والأسمع لكل مسموع، ولا يخفى عليه شيء، وأنّه الحكم لا يشاركه أحد في قضائه وحكمه عز وجل.
فقوله تعالى: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾.
قال النسفي: (الجمهور على أن هذا إخبار من الله سبحانه وتعالى أنهم لبثوا في كهفهم كذا مدة). وفي الآية إشارة إلى تفاوت ما بين السنين الشمسية والسنين الهلالية، فإن الفرق بين كل مئة سنة بالقمرية إلى الشمسية هو ثلاث سنين. ومن ثمّ فقوله: ﴿وَازْدَادُوا تِسْعًا﴾ تفصيل ثلاث مئة سنة بالشمسية أنها ثلاث مئة سنة وتسع سنين بالهلالية، والله تعالى أعلم.
وقوله: ﴿قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾.
أي: لا يعلم مدة لبث أصحاب الكهف في كهفهم إلا الله علام الغيوب، فسلموا له علم ما غاب عنكم ولا تخوضوا به دون علم، ولا تتكلفوا علم ما لا يفيدكم.
وقوله: ﴿أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ﴾ - مبالغة في المدح.
قال قتادة: (﴿أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ﴾ فلا أحد أبصر من الله ولا أسمع، تبارك