بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه: ١٣١]).
٢٩ - ٣١. قوله تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (٢٩) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (٣٠) أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (٣١)﴾.
في هذه الآيات: توجيهُ الله تعالى نبيّه - ﷺ - إلى الأسلوب الأمثل في مواجهة قومه بوضعهم أمام اختيار أحد السبيلين: سبيل الهدى والإيمان، وسبيل الكفر والطغيان. فالسبيل الأول مآل أهله إلى الجنان، حيث الأنهار وأساور الذهب وأنعم الثياب وأسعد الأيام. والسبيل الثاني مآل أهله إلى صلي النيران، حيث الأغلال والحريق وماء المهل وأتعس الأزمان.
فقوله: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ - إرشادٌ من الله تعالى لنبيّه كيف يواجه هؤلاء المتكبرين من قومه. قال ابن جرير: (- يقول -: الحق أيها الناس من عند ربكم، وإليه التوفيق والخذلان، وبيده الهدى والضلال يهدي من يشاء منكم للرشاد، فيؤمن، ويضل من يشاء عن الهدى فيكفر، ليس إليّ من ذلك شيء، ولست بطارد لهواكم من كان للحق متبعًا).
وقوله: ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾. أي: فإن شئتم فاختاروا الإيمان وطريق الجنان، وإن أبيتهم إلا الكفر فقد اخترتم طريق الهلاك والخسران. ولا شك أن مشيئتكم مقهورة بمشيئة الله العزيز الحكيم.
قال ابن عباس: (من شاء الله له الإيمان آمن، ومن شاء الله له الكفر كفر. قال: وإنما هو تهديد ووعيد).
وقوله: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا﴾. أي: سورها وجدارها.
قال ابن عباس: (هي حائط من نار). وقال ابن زيد: (يقول: أحاط سرادق النار