٢ - لم يذكر أن زكريا كان كثير المال، بل كان نجارًا يأكلُ من عمل يدهِ.
٣ - لقد ثبتَ في الصحيحين وبعض السنن من حديث أبي بكر مرفوعًا: [إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة] (١). وكذلكَ في سنن أبي داود وابن ماجه بسند صحيح من حديث أبي الدرداء مرفوعًا: [وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، ورثوا العلمَ فمن أخذه أخذ بحظ وافر] (٢).
وهذا التأويل هو اختيار القرطبي وابن كثير والقاسمي وغيرهم من المفسرين. قال القاسمي: (﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي﴾ أي الذين يلون أمر رهطي من بعد موتي، لعدم صلاحية أحد منهم لأن يخلفني في القيام بما كنت أقوم به، من الإرشاد ووعظ العباد، وحفظ آداب الدين. والتمسك بهديه المتين).
وقوله: ﴿وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا﴾. قال ابن جرير: (يقول: وكانت امرأتي لا تلد).
وقوله: ﴿فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا﴾. أي: فارزقني من عندكَ ولدًا يكون لي وارثًا ومعينًا.
وقوله: ﴿يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ﴾. قال الحسن: (نبوّته وعلمه). وقال السدي: (يرث نبوته ونبوة آل يعقوب). وقال مجاهد: (كان وراثته عِلْمًا، وكان زكريا من ذرية يعقوب).
وقال أبو صالح: (يكون نبيًّا، كما كانت آباؤه أنبياء).
وقوله: ﴿وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾. أي: مرضيًا في أخلاقه وأفعاله، راضيًا بقضائكَ وقدرك، تحبّهُ وتحبّبه إلى خلقك.
٧ - ١١. قوله تعالى: {يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (٧) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (٨) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٣٦٤١)، كتاب العلم، باب فضل العلم، وكذلكَ ابن ماجة في السنن (٢٢٣)، وانظر صحيح سنن أبي داود - حديث رقم- (٣٠٩٦).