وفي صحيح مسلم من حديث واثلة بن الأسقع رضي اللهُ عَنْهُ، أن رسول الله - ﷺ - قال: [إنّ الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم] (١).
وقوله تعالى: ﴿وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾.
متابعة في الثناء الطيب على إسماعيل عليه الصلاة والسلام، حيث وُصف بالمثابرة في العبادة، وعنايته بأهله في المسارعة بالطاعة، وأهمها الصلاة وإيتاء الزكاة، حتى نال درجة الرضا عند ربه عز وجل.
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ [طه: ١٣٢].
٢ - وقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ﴾ [التحريم: ٦].
ومن كنوز السنة العطرة في ذلك أحاديث، منها:
الحديث الأول: أخرج أبو داود والنسائي بسند صحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -: [رَحِمَ اللهُ رجلًا قام من الليل فصلّى وأيقظ امرأتَه، فإن أبت نضح في وجهها الماء. رَحِمَ اللهُ امرأة قامت من الليل فصَلَّت، وأيقظت زوجها، فإن أبى نَضَحَتْ في وجههِ الماء] (٢).
الحديث الثاني: أخرج أبو داود وابن ماجة بسند صحيح عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما، عن النبي - ﷺ - قال: [إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته، فَصَلَّيا ركعتين، كُتِبَا مِنْ الذاكرين اللهَ كثيرًا والذاكرات] (٣).

(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٢٧٦)، والترمذي (٣٦١٠)، وأحمد (٤/ ١٠٧)، وأبو يعلى (٧٤٨٥).
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (١٣٠٨)، والنسائي (٣/ ٢٠٥)، وأحمد (٢/ ٢٥٠)، وابن حبان (٢٥٦٧)، وصححه الحاكم (١/ ٣٠٩) ووافقه الذهبي، وإسنادهُ قوي.
(٣) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (١٣٠٩)، والنسائي في "الكبرى" (١٣١٠)، وابن ماجة (١٣٣٥)، وابن حبان (٢٥٦٨)، والبيهقي (٢/ ٥٠١)، وانظر صحيح سنن أبي داود (١١٦١).


الصفحة التالية
Icon