وقوله: ﴿الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾. أي: بفنون النعم الدينية والدنيوية، وضروب الاختصاص في الذكر والنصر.
وقوله: ﴿مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ﴾.
قال السدي وابن جرير: (فالذي عُني به من ذُرِّيةِ مَنْ حملنا مع نوح إبراهيم، والذي عُني به ذُرِّية إبراهيم إسحاقُ ويعقوب وإسماعيل، والذي عُني به من ذرية إسرائيل موسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى ابنُ مريم).
قال ابن جرير: (ولذلكَ فَرَّق أنسابهم، وإن كان يجمَعُ جميعهم آدمُ، لأنَّ فيهم من ليس من وَلَدِ مَنْ كان مع نوح في السفينة، وهو إدريسُ، فإنه جَدُّ نُوح).
قال ابن كثير: (قلت: هذا هو الأظهر أن إدريسَ في عَمود نسب نوح عليهما السلام).
وقوله: ﴿وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا﴾. أي: هديناهم للحق واجتبيناهم للنبوة والكرامة وإقامة الدين.
وقوله: ﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾.
قال القاسمي: (أي إذا سمعوا كلام الله المتضمن حججه ودلائله وبراهينه، سجدوا لربهم خضوعًا واستكانة، مع مالهم من علوّ الرتبة، وسمو الزلفى عنده تعالى. وفي الآية استحباب السجود والبكاء عند سماع التلاوة).
قال ابن كثير: (أجمع العلماء على مشروعية السجود هاهنا، اقتداء بهم، واتباعًا لمنوالهم).
٥٩ - ٦٣. قوله تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (٦٠) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (٦١) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (٦٢) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (٦٣)﴾.
في هذه الآيات: عطفٌ على ذكر حال السعداء، بذكر حال الأشقياء، الذين