على كفره العذاب، فالنارُ حق والصراط على جهنم يسقط فيها المجرمون، وينجو بإذن الله المتقون.
فقوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا﴾ - إنكار وتعجب واستبعاد للإعادة بعد الممات.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: ﴿وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ﴾ الكافر الذي لا يصدق بالبعث بعد الموت: أخرج حيًّا فأبعث بعد الممات وبعد البلاء والفناء! إنكارًا منه ذلك). قال القاسمي: (أي يقول بطريق الإنكار والاستبعاد: أأخرج حيًّا بعدما لبثتُ في القبر مدة).
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ [الرعد: ٥].
٢ - وقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ [يس: ٧٧ - ٧٩].
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة، قال رسول الله - ﷺ -: [فيلقى العبدَ -أي يوم القيامة- فيقول: أي: فُلْ -معناه يا فلان-! ألم أكرِمْكَ وأُسَوِّدكَ وأزوجْكَ وأسخِّر لك الخيل والإبل وأذَرْكَ تَرْأَسُ وتربعُ؟ فيقول: بلى أي ربِّ، قال: فيقول: أَفَظَنَنْتَ أنك ملاقيَّ؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساكَ كما نسيتني] الحديث (١).
وقوله تعالى: ﴿أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا﴾.
استدلال من الله جل ثناؤه بالبدأةِ على الإعادة، وهذا من حجج الله تعالى البالغة.
كما في التنزيل: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الروم: ٢٧].
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي اللهُ عَنْهُ، عن النبي - ﷺ - أنه قال: [قال الله تعالى: كذّبني ابنُ آدمَ، ولم يكنُ له ذلك، وشتمني ولم يكن لهُ ذلك، فأما تكذيبهُ