نسائكم، ولا تفضحوني في سيئاتكم أمام ضيوفي، أليس منكم رجل راشد ينهى أصحابه عن فواحشهم ورذيلتهم!
قال ابن جرير: (﴿وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي﴾، يقول: ولا تذلوني، بأن تركبوا مني في ضيفي ما يكرهون أن تركبوه منهم).
وعن ابن إسحاق: (﴿أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ﴾، أي: رجل يعرف الحق وينهى عن المنكر).
وقوله تعالى: ﴿قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ﴾.
أي: لا رغبة لنا في النساء - يا لوط - ولا نشتهيهن، بل نرغب في الرجال، وأنت تعلم ذلك.
قال ابن إسحاق: (أي: إن بغيتنا لغير ذلك). وعن السدي: (﴿وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ﴾ إنا نريد الرجال).
قال ابن كثير: (﴿قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ﴾، أي: إنك تعلم أن نساءنا لا أرب لنا فيهن ولا نشتَهيهنَّ، ﴿وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ﴾، أي: ليس لنا عَرَضٌ إلا في الذكور، وأنت تعلم ذلك، فأيُّ حاجةٍ في تكرار القول علينا في ذلك؟ ! ).
٨٠ - ٨٣. قوله تعالى: ﴿قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (٨٠) قَالُوا يَالُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (٨١) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (٨٢) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (٨٣)﴾.
في هذه الآيات: تمني لوط - عليه الصلاة والسلام - حين حاصره قومه يريدون اصطياد أضيافه لفاحشتهم المنعة والنصرة والقوة، فأخبرته الملائكة حين رأوا ما نزل به من الكرب أنهم رسل الله جاؤوا لإهلاك قومه، وأمروه بالخروج بأهله - سوى زوجته - ببقية من الليل وأن يتبع أدبارهم ولا يلتفت أحد منهم لما قد يُسمع من هلاك القوم، فإن عذابهم قد دنا مع صبح تلك الليلة. فلما جاء أمر العذاب ونزول الهلاك بهم جعل الله