وقراءة العامة ﴿إِدًّا﴾ بالكسر، وقراءة أبي عبد الرحمن السُّلمي ﴿أَدًّا﴾ بالفتح، وأما بالمدِّ "آدٌّ" فهي لغة لبعض العرب.
وقوله: ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ﴾. أي: يتشققن. قال الضحاك: (أي: يتشققن فرقًا من عظمة الله).
وقوله: ﴿وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ﴾. أي: تتصدع، قال ابن زيد: (أي: غضبًا لله عز وجل).
وقوله: ﴿وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا﴾. قال ابن عباس: (هدمًا أي تسقط بصوت شديد). وقال سعيد بن جبير: ﴿هَدًّا﴾: ينكسر بعضها على بعض متتابعات).
وقوله تعالى: ﴿أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا﴾.
قال ابن كثير: (أي: يكاد يكون ذلك عند سماعِهنّ هذه المقالة من فَجَرة بني آدم، إعظامًا للرب وإجلالًا، لأنهن مخلوقات ومُؤسَّساتٌ على توحيده، وأنَّه لا إله إلا هو، وأنه لا شريك له، ولا نظير له، ولا ولد له، ولا صاحبةَ له، ولا كُفْءَ له، بل هو الأحد الصمد).
وعن ابن عباس قال: (إن الشِّرك فَزِعت منه السماوات والأرض والجبال، وجميع الخلائق إلا الثَّقلين، فكادت أن تزولَ منه لعظمة الله، وكما لا ينفع مع الشرك إحسانُ المشرك، كذلك نرْجُو أن يغفر الله ذنوب الموحِّدين).
وفي التنزيل:
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾ [النساء: ٤٨].
وفي صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري قال: قال النبي - ﷺ -: [ما أحَدٌ أصْبَرَ على أذىً سمعه من الله، يَدَّعون له الولدَ ثم يعافيهم وَيَرْزُقُهُم] (١).
ورواه مسلم عنه بلفظ: [ما أحَدٌ أصْبَرَ على أذًى يَسْمعه من الله تعالى، إنهم يجعلون له نِدًّا، ويجعلون له وَلدًا، وهو مع ذلك يرزقهم ويعافيهم ويُعطيهم] (٢).
وقوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا﴾.
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٢٨٠٤) (٤٩ - ٥٠) - كتاب صفات المنافقين، من حديث أبي موسى مرفوعًا. وانظر مسند أحمد (٤/ ٣٩٥).