من العباد، ثم قال باليمنى فنبذ بها فقال: فريق في الجنة، ونبذ باليسرى فقال: فريق في السعير] (١).
٩٦ - ٩٨. قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (٩٦) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (٩٧) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (٩٨)﴾.
في هذه الآيات: ضمانٌ من الله تعالى لعباده المؤمنين، بجعل المودة في الأرض وحسن الذكر في الصالحين، وهذا القرآن قد يَسَّر ذكره لك ربك -يا محمد- لتبشر به المتقين، وتنذر الفجار الآثمين، أن يصيروا كما صار قبلهم من كفر من الأمم فأصبحوا خامدين.
فقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ - بشارة عاجلة للمؤمن في الحياة الدنيا.
فعن ابن عباس: (﴿سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ قال: محبة في الناس في الدنيا). أو قال: (حبّا).
وقال: (الودّ من المسلمين في الدنيا، والرزق الحسن، واللسان الصادق).
وقال مجاهد: (يحبهم ويحببهم إلى خلقه). أو قال: (يحبهم ويحببهم إلى المؤمنين).
وقال قتادة: (ما أقبل عبدٌ إلى الله إلا أقبل الله بقلوب العباد إليه، وزاده من عنده).
وفي الأثر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، كان يقول: (ما من الناس عبد يعمل خيرًا ولا شرًا، إلا كساه الله رداء عمله). ذكره ابن جرير من طريق قتادة.
وفي المسند وصحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة، عن النبي - ﷺ - قال: [إن الله إذا أحبَّ عبدًا دعا جبريلَ فقال: يا جبريلُ، إني أحبُّ فلانًا فأحِبَّه. قال: فيحبُّه جبريلِ. قال: ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحبُّ فلانًا. قال: فَيحِبُّه أهل السماء، ثم يُوضعُ له القبولُ في الأرض. وإنّ الله إذا أبغض عبدًا دعا جبريل فقال: يا جبريلُ، إني أبغضُ