قال مجاهد: (قوله: ﴿مِنْ سِجِّيلٍ﴾، بالفارسية، أوّلها حَجَر، وآخرها طين).
وقال ابن عباس: (هو بالفارسية سنك، وجل، "سنك"، هو الحجر، و"جل"، هو الطين. يقول: أرسلنا عليهم حجارة من طين).
وقال البخاري (سِجّيل: الشديد الكبير، سِجّيل وسجِّينٌ، اللام والنون أختان).
وعن قتادة: (﴿مَنْضُودٍ﴾، يقول: مصفوفة). وقال الربيع بن أنس: (﴿مَنْضُودٍ﴾: نضد بعضه على بعض)، وقيل: يتبع بعضه بعضًا عليهم. وعن أبي بكر الهذلي بن عبد الله قال: (أما قوله: ﴿مَنْضُودٍ﴾، فإنها في السماء منضودة معدَّة، وهي من عُدَّة الله التي أَعَدَّ للظلمة).
وقوله: ﴿مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ﴾. قال مجاهد: (معلمة). أي معلمة مختومة، قيل: عليها أسماء أصحابها، كل حجر مكتوب عليه اسم الذي ينزل عليه.
والخلاصة كما ذكر المفسرون: أن جبريل عليه السلام احتمل القرية بجناحه، ثم صَعِد بها، حتى إن أهل السماء ليسمعون نابحة كلابها، وأصوات دجاجها، ثم كفأها على وجهها، فصار أعلاها أسفلها، ثم أتبعها الله بالحجارة، فاهلكها الله وما حولها من المؤتفكات.
وفي التنزيل: ﴿جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ﴾.
وقوله: ﴿وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾. قال مجاهد: (يُرْهِب بها من يشاء).
قال ابن كثير: (أي: وما هذه النقمة ممن تشبّه بهم في ظلمهم ببعيد عنه).
قلت: وقد جاء التهديد في السنة الصحيحة والوعيد الشديد على من قلد قوم لوط في فعلتهم، وذلك في أحاديث:
الحديث الأول: أخرج الإمام أحمد في المسند بسند حسن عن ابن عباس مرفوعًا: [من وجدتموه يعمل عملَ قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به] (١).
الحديث الثاني: أخرج ابن ماجه بسند حسن عن أبي هريرة، عن النبي - ﷺ - في الذي يعمل عمل قوم لوط. قال: [ارجُموا الأعلى والأسْفَل. ارجُموهما جميعًا] (٢).
(٢) حديث حسن. أخرجه ابن ماجه في السنن (٢٥٦٢) - كتاب الحدود - باب من عمِلَ عمَل قوم لوط.