الحديث الثالث: أخرج ابن ماجه بسند حسن عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - ﷺ -: [إن أخوفَ ما أخاف على أمتي عَمَلُ قوم لوطٍ] (١).
وقد ذهب الإمام الشافعي وجماعة من أهل العلم أن اللائط يقتل سواء كان مُحصنًا أو غير محصن. واختار أبو حنيفة أن يلقى من شاهق ويُتبع بالحجارة كما فعل الله بقوم لوط، والله تعالى أعلم.
٨٤ - ٨٦. قوله تعالى: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (٨٤) وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٨٥) بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (٨٦)﴾.
في هذه الآيات: ذِكْرُ الله قصة شعيب - عليه السلام - مع قومه، فقد دعاهم لإفراد الله تعالى بالعبادة والتعظيم، ونبذ التلاعب بالمكيال والموازين، وحذرهم عذاب يوم محيط. ثم أكَّد الأمر لهم بالوفاء في المكيال والميزان بالقسط وإعطاء الناس حقوقهم دون بخس أو ظلم، واجتناب سبيل المفسدين. فإن ما يبقى من الربح الحلال خير لهم من الغش والمكر والخداع إن كانوا حقًا مؤمنين، فإنه لم يُكَلَّف هو بمراقبتهم بل الله هو الرقيب على أعمالهم.
فقوله: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾.
أي: وكذلك أرسلنا إلى ولد مدين أخاهم شعيبًا أن أطيعوا الله وأفردوه بالتعظيم، وتذللوا له بالعبادة ولا تصرفوها إلى غيره، فهو إلهكم الواحد الأحد.
قال ابن جرير: (﴿مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾، يقول: ما لكم من معبود سواه يستحق عليكم العبادة غيره).
وقوله: ﴿وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ﴾. أي: لا تبخسوا الناس أثناء بيعكم في