مكيالكم وميزانكم، بل أوفوهم حقهم ولا تتبعوا سبيل الغواية والغش والخداع.
وفي آية الأعراف: ﴿أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾.
أخرج ابن حبان في صحيحه، والطبراني في "الصغير والكبير" بسند حسن عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - ﷺ -: [من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار] (١).
وقوله: ﴿إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ﴾. قال الحسن: (الغنى ورُخْص السعر).
وقال قتادة: (يعني خير الدنيا وزينتها).
قال ابن كثير: (﴿إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ﴾، أي: في معيشتكم ورزقكم فأخاف أن تُسلَبُوا ما أنتم فيه بانتهاككم محارمَ الله).
وقوله: ﴿وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ﴾. أي: محيط بإهلاكه وعذابه.
قال النسفي: (والمراد عذاب الاستئصال في الدنيا أو عذاب الآخرة).
وقوله: ﴿وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾.
أي: أوفوا الناس كيلهم وميزانهم بالعدل - يقول شعيب لقومه - وأدّوا إليهم تمام حقوقهم بغير بخس ولا نقص ولا تلاعب ولا احتكار.
قال قتادة: (﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾، يقول: لا تظلموا الناس أشياءهم).
وقوله: ﴿وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾. قال الضحاك: (يقول: ولا تسعوا في الأرض مفسدين، يعني: نقصان الكيل والميزان).
وقوله تعالى: ﴿بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ﴾.
أي: ما يبقى لكم من الربح الحلال بعد إتمام الكيل والميزان ووفاء الناس حقوقهم خير لكم من الغش والمكر والمال الحرام، إن كنتم مصدقين بوعد الله ووعيده، وحلاله وحرامه، وما أنا إلا نذير لكم ولم يوكل إليّ أمر مراقبتكم أثناء مكيلكم