ووزنكم وبيعكم وتعاملكم، فراقبوا الله تعالى الذي ينظر إلى معاملاتكم ويعلم سركم ونجواكم.
وعن مجاهد: (﴿بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ﴾، قال: طاعة الله خير لكم). وقال قتادة: (حظكم من ربكم خير لكم). وقال ابن عباس: (﴿بَقِيَّتُ اللَّهِ﴾: رزق الله). وقال ابن زيد: (الهلاك في العذاب، والبقية في الرحمة).
وفي التنزيل: ﴿قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ﴾ [المائدة: ١٠٠].
أخرج أبو نعيم في "الحلية" بإسناد حسن عن أبي أمامة، عن النبي - ﷺ - قال: [إن روح القدس نفث في رُوعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته] (١).
٨٧ - ٩٠. قوله تعالى: ﴿قَالُوا يَاشُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (٨٧) قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (٨٨) وَيَاقَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (٨٩) وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (٩٠)﴾.
في هذه الآيات: مقابلة قوم شعيب لرسولهم بالاستهزاء والتهكم: هل صلاتك تأمرك بتركنا عبادة الأوثان؟ وترك التطفيف واللعب بالمكيال والميزان؟ وهي أموالنا نفعل فيها ما نشاء! ألست أنت الحليم الرشيد! فأجابهم شعيب مستنكرًا سوء موقفهم: ما ظنكم - أيها القوم - لو كنت على بصيرة وبرهان من ربي فيما أدعوكم إليه، ولست