وقوله: ﴿ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ﴾.
قال مجاهد: (يوم القيامة). وقال الضحاك: (ذلك يوم القيامة، يجتمعٍ فيه الخلق كلهم، ويشهده أهل السماء وأهل الأرض). وفي التنزيل: ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا﴾ [الكهف: ٤٧].
قال ابن كثير: (أي: يومٌ عظيم تحضره الملائكة كلهم، ويجتمع فيه الرسل جميعهم، وتُحشَر فيه الخلائق بأسرهم، من الإنس والجن والطير والوحوش والدواب، ويحكم فيه العادل ﴿لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا﴾ [النساء: ٤٠]).
وقوله تعالى: ﴿وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ﴾.
أي: ما نؤخر عنكم مجيء يوم القيامة إلا ليقضي الله ما قضاه من الخلق، وما كتب لهم من الأعمار والأرزاق والأعمال والآجال، فإذا تكامل قضاء الله وقدره في إيجاد ما كتب إيجاده، وسبقت به كلمته وحق قوله، أقام الله الساعة.
والحق أن من مات فقد قامت قيامته، وبدأ معايشة ما قدّم من العمل. فقد أخرج البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: [كان رجال من الأعراب جُفاةً يأتون النبي - ﷺ - فيسألونه: متى الساعة، فكان يَنْظُر إلى أصغرهم فيقول: إن يَعِشْ هذا لا يُدْرِكْهُ الهرَمُ حتى تقوم عليكم ساعتكم. يعني موْتَهم] (١).
وقوله: ﴿يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾.
أي: لا يستطيع يوم مجيء ذلك اليوم أحد أن ينطق إلا بإذن الله تعالى.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا﴾ [طه: ١٠٨].
٢ - وقال تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾ [النبأ: ٣٨].
وفي صحيح البخاري من حديث أنس بن مالك - في الشفاعة - عن رسول الله - ﷺ -