وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ﴾ [الزمر: ١٦].
٢ - وقال تعالى: ﴿لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ﴾ [الأعراف: ٤١].
٣ - وقال تعالى: ﴿سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴾ [إبراهيم: ٥٠].
وفي صحيح مسلم عن أنس بن مالك عن النبي - ﷺ - قال: [يقول الله تبارك وتعالى لأَهْوَنِ أهل النار عذابًا: لو كانت لك الدنيا وما فيها أكنت مفتديًا بها؟ فيقول: نعم، فيقول: قد أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك ولا أدخلكَ النار، فأبيتَ إلا الشرك] (١).
وفي لفظ آخر: [يقول الله لأهون أهل النار عذابًا يوم القيامة: يا ابن آدم! كيف وجدت مضجعك؟ فيقول: شر مضجع.... ] الحديث.
وفي جامع الترمذي ومسند أحمد بسند حسن عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - ﷺ - قال: [يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثالَ الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، يُساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يُسْقونَ من عُصارةِ أهل النار، طينةِ الخبال] (٢).
وقوله تعالى: ﴿بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾.
أي: بل تأتيهم النار فجأة كما تأتيهم الساعة بغتة فلا يجدون أنفسهم إلا وقد أحيط بهم في سعير النار ولهبها وسمومها فلا حيلة حينئذ لردها ولا هم يمهلون أو يؤخرون لتوبة واعتذار، فقد فات أوان التوبة والاستغفار.
قال الفراء: (فتبهتهم: أي تحيرهم). وقيل: فتفجؤهم. وقال الجوهري: (بَهَتَه بَهْتًا أخذه بغتة). والمقصود: أن النار تغشاهم فجأة وتلفح وجوههم حتى تحيرهم في اندفاعها نحوهم، ولا حيلة عندهم لردها أو دفعها. ﴿وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾ أي؟ ولا يؤخّر عنهم هذا الحال السيِّئ ساعة واحدة. وقال القرطبي: (أي: لا يمهلون ويؤخرون لتوبة واعتذار).
(٢) حديث حسن. رواه أحمد في المسند، والترمذي في السنن - حديث رقم - (٢٤٩٢). انظر صحيح سنن الترمذي (٢٠٢٥)، وصحيح الجامع (٧٨٩٦). وقد مضى تخريجه.