فيقول: يا ربِّ، ما هذه البطاقةُ مع هذه السِّجلاتُ! فيقال: إنك لا تُظلم.
قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، قال: فطاشت السجلات وثقلت البطاقة. قال: ولا يثقل شيءٌ باسم الله الرحمن الرحيم] (١).
الحديث الثالث: أخرج الشيخان وأحمد والترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -: [كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم] (٢).
٤٨ - ٥٠. قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (٤٨) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (٤٩) وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٥٠)﴾.
في هذه الآيات: اشتمال التوراة على الفرقان بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والذكرى للمؤمنين الذين هم من الساعة مشفقون. وهذا القرآن كذلك كتاب مبارك في غاية الإعجاز والجلاء والوضوح فعجب من قوم له ينكرون.
فقوله: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ﴾. قال مجاهد: (الكتاب).
وقال قتادة: (الفرقان: التوراة حلالها وحرامها، وما فرق الله به بين الحق والباطل).
وقال ابن زيد: (الفرقان: الحق آتاه الله موسى وهارون، فرق بينهما وبين فرعون، قضى بينهم بالحق، وقرأ: ﴿وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ﴾ [الأنفال: ٤١] قال: يوم بدر). قال: (يعني النصر).
والآية كغيرها من الآيات يقرن الله تعالى بين ذكر موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وبين كتابيهما.
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٦٤٠٦)، (٧٥٦٣)، ومسلم (٢٦٩٤)، والترمذي (٣٤٦٧)، وابن ماجة (٣٨٠٦)، وأحمد (٢/ ٢٣٢)، وابن حبان (٨٣١).