الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (١٢) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (١٣) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} [القمر: ١٠ - ١٤].
وقوله: ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾. قال أبو عبيدة: ﴿مِنَ﴾ بمعنى على. وقيل: المعنى فانتقمنا له.
قال النسفي: (مَنَعْناه منهم أي من أذاهم). والمقصود: أن النصر كان لنوح - ﷺ - ومن مضى على منهاجه - في آخر الأمر وحين الفصل، وكان الهلاك والغرق من نصيب أهل التكذيب والطغيان، وأهل الاستهزاء والعصيان.
وقوله: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ﴾. أي: إنهم كانوا على منهاج سوء فاستأصلهم الغرق أجمعين.
قال ابن كثير: (أي: أهلكهم الله بعامَّةٍ، ولم يُبْق على وجهِ الأرض منهم أحدًا، إذْ دَعا عليهم نبيُّهم).
٧٨ - ٨٢. قوله تعالى: ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (٧٨) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (٧٩) وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ (٨٠) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (٨١) وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ (٨٢)﴾.
في هذه الآيات: تفهيم الله سليمان في مسألة الكرم وغنم القوم، وتسخير الجبال مع داود يسبحن والطير، وتعليمه عمل الدروع الملبوسة، وتسخير الريح والشياطين لسليمان، عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين الصلاة والسلام.
فقوله تعالى: ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (٧٨) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ﴾.
قال أشعث عن أبي إسحاق عن مّرة عن ابن مسعود: (كان ذلك الحَرْث كرمًا قد نبتت عناقيده). وعن مّرة: (كان الحرث نبتًا).


الصفحة التالية
Icon