سمع رسول الله - ﷺ - يقول: [إذا حكمَ الحاكِمُ فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر] (١).
الحديث الثاني: أخرج أبو داود وابن ماجة والحاكم بسند صحيح عن بريدة، عن النبي - ﷺ - قال: [القُضاة ثلاثةٌ: واحدٌ في الجنة، واثنان في النار، فأما الذي في الجنة، فرجل عرف الحق فقضى به. ورجلٌ عرف الحق، فجار في الحكم، فهو في النار، ورجلٌ قضى للناس على جهل فهو في النار] (٢).
الحديث الثالث: أخرج البخاري ومسلم وأحمد والنسائي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -: [كانت امرأتان مَعَهمُا ابناهُما، جاءَ الذئبُ فذهب بابن إحداهُما، فقالت صاحِبَتُها: إنَّما ذهبَ بابنِكِ، وقالت الأخرى: إنما ذهبَ بابنكِ، فتحاكمتا إلى داود فقضى به للكبرى، فخرجتا على سُليمان بنِ داود عليهما السلام فأخبرتاه، فقال: ائْتُوني بالسِّكين أشُقُّه بينهما، فقالت الصغرى: لا تَفْعَلْ يرحَمُكَ الله، هو ابْنُها، فقضى به للصغرى] (٣). قال أبو هريرة: (والله إنْ سمعتُ بالسِّكين إلا يومئذ وما كُنّا نقولُ إلا المُدْية).
وقوله: ﴿وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾.
قال النسفي: (﴿حُكْمًا﴾ نبوة، ﴿وَعِلْمًا﴾ معرفة بموجب الحكم).
وقوله: ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾.
قال ابن كثير: (وذلك لطيب صوته بتلاوة كتابه الزبور، وكان إذا تَرَنَّمَ به تَقِفُ الطيرُ في الهواء فَتُجاوِبُه، وتَرُدُّ عليه الجبال تأويبًا).
قلت: والصوت الحسن يزيد القرآن حسنًا وجمالًا، ويزداد المستمع له تأثرًا، فيزداد القلب بذلك تعلقًا وخشية، وقد جاء ذلك في صحيح السنة في أحاديث:
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن - حديث رقم - (٣٥٧٣)، كتاب الأقضية، وابن ماجة (٢٣١٥)، والحاكم (٤/ ٩٠).
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٤٢٧)، كتاب أحاديت الأنبياء، وأخرجه مسلم (١٧٢٠)، وأحمد (٢/ ٣٢٢)، والنسائي (٨/ ٢٣٤ - ٢٣٦)، وبوّب عليه في كتاب القضاء: "باب الحاكم يوهِمُ خِلافَ الحُكْمِ ليستعْلِمَ الحقَّ".