وفي كنوز السنة الصحيحة من آفاق هذا المعنى الكثير الكثير، ومن ذلك:
الحديث الأول: أخرج أحمد ومالك والحاكم بسند صحيح في الشواهد من حديث بلال بن الحارث المزني أن رسول الله - ﷺ - قال: [إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه.. ] الحديث (١).
الحديث الثاني: أخرج الترمذي بسند حسن لغيره عن أبي ذر مرفوعًا: [تبسُّمكَ في وجه أخيكَ لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيكَ عن المنكر صدقة، وإرشادكَ الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك الرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوكَ في دلو أخيكَ لك صدقة] (٢).
الحديث الثالث: أخرج ابن ماجة وأحمد بسند حسن عن أبي هريرة مرفوعًا: [إن الرَّجل لتُرْفَعُ درجتهُ في الجنة، فيقول: أنى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدكَ لك] (٣).
٩٥ - ٩٧. قوله تعالى: ﴿وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (٩٥) حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (٩٦) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (٩٧)﴾.
في هذه الآيات: تأكيدُ هلاك الأمم التي دمّرها الله، وفَتْحُ سد يأجوج ومأجوج علامة من علامات اقتراب الساعة، وإسرار الكفار الندامة عند رؤية أهوال القيامة.
فقوله: ﴿وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ﴾. قال ابن عباس: (وجب)، والتقدير: حرام على أهل
(٢) حسن لغيره. أخرجه الترمذي (١/ ٣٥٤)، وابن حبان (٨٦٤)، وانظر الصحيحة (٥٧٢).
(٣) حديث حسن. أخرجه ابن ماجة (٣٦٦٠)، وأحمد (٢/ ٥٠٩)، وانظر صحيح الجامع (١٦١٣).