واشتد ثمرها، فأنبتت ما فيها من الألوان والفنون من أصناف الثمار والزروع وأنواع النباتات المختلفة الطعوم والروائح والأشكال والمنافع والألوان.
وقوله ﴿وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾. قال قتادة: (حسن). والبهيج: ما هو حسن المنظر طيب الريح.
وقوله: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ﴾. قال القاسمي: (أي ذلك الذي ذكر من خلق الإنسان على أطوار مختلفة، وتصريفه في أحوال متباينة، وإحياء الأرض بعد موتها، حاصل بسبب أن الله هو الحق وحده في ذاته وصفاته وأفعاله. المحقق لما سواه من الأشياء. فهي من آثار ألوهيته وشؤونه الذاتية وحده، وما سواه مما يعبد باطل، لا يقدر على شيء من ذلك).
وقوله: ﴿وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى﴾. أي: كما أحيا النطفة والأرض الميتة، فهو سبحانه القادر على ذلك.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فصلت: ٣٩].
٢ - وقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأحقاف: ٣٣].
٣ - وقال تعالى: ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾ [يس: ٧٩].
ومن صحيح السنة العطرة في آفاق ذلك المعنى أحاديث:
الحديث الأول: أخرج أبو نعيم في "الحلية" بسند حسن في الشواهد، عن عبد الله بن سلام مرفوعًا: [لا تفكروا في الله، وتفكروا في خلق الله، فإن ربنا خلَقَ مَلَكًا، قدماه في الأرض السابعة السفلى، ورأسه قد جاوز السماء العليا، ما بين قدميه إلى ركبتيه مسيرة ست مئة عام، وما بين كعبيه إلى أخمص قدميه مسيرة ست مئة عام، والخالق أعظم من المخلوق] (١).
الحديث الثاني: روى الطبراني في "الأوسط" بسند حسن لشواهده، عن عبد الله بن

(١) حسن لشواهده. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٦٦ - ٦٧)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة -حديث رقم- (١٧٨٨)، وما في حاشيته من التحقيق.


الصفحة التالية
Icon