عمر مرفوعًا: [تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله عز وجل] (١).
وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا به. وزاد: [فإنكم لن تدركوه إلا بالتصديق].
وشاهد من حديث ابن عباس بلفظ: [تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا في الله] (٢).
الحديث الثالث: أخرج أبو داود وابن ماجة بسند حسن عن أبي رزين، قال موسى العقيلي، قال: [قلت: يا رسول الله، أكلنا يرى ربه؟ مخليًا به يوم القيامة، وما آية ذلك في خلقه؟ قال: يا أبا رزين، أليس كلكم يرى القمر ليلة البدر مخليًا به؟ قلت: بلى! قال: فالله أعظم فإنما هو خلق من خلقِ الله، فالله أجل وأعظم] (٣).
وقوله: ﴿وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. أي: لا يمتنع على قدرته العجيبة شيء.
وقوله: ﴿وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا﴾. أي: قادمة لا شك في ذلك ولا ريب.
وقوله: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾. أي: من الأموات، لموقف الحشر، ونوال الثواب والعقاب.
٨ - ١٠. قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (٨) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (٩) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (١٠)﴾.
في هذه الآيات: وَصْفُ أرباب الضلال بعد نَعْتِ الضُلّال، فَهُمْ في حالة تَنَطُّعٍ وغُرور، وقِلَّةٍ في العلم والحجةَ، وإنما يدفعهم للكلام بغير علم حب الرياسة والظهور، أولئك سيلقون الخزي والنكال يوم النشور.
فقوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾.
قال ابن كثير: (لما ذكر تعالى حال الضُّلال الجُهَّال المقلِّدين في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ

(١) حسن في الشواهد. اْخرجه الطبراني في "الأوسط" (٦٤٥٦) من حديث ابن عمر، والبيهقي في "الشعب" (١/ ٧٥)، وانظر للشاهد ابن عساكر في "المجلس" (١٣٩) من الأمالي (٥٠/ ١)، وسلسلة الأحاديث الصحيحة -حديث رقم- (١٧٨٨).
(٢) حديث حسن. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" من حديث ابن عباس. انظر صحيح الجامع (٢٩٧٣).
(٣) حديث حسن. رواه ابن ماجة (١٨٠)، وأبو داود (٤٧٣١) -كتاب السنة- باب في الرؤية. وانظر صحيح سنن أبي داود -حديث رقم- (٣٩٥٧).


الصفحة التالية
Icon