بغير علم، في الدنيا خزي وهو القتل والذّل، والمهانة بأيدي المؤمنين، فقتله الله بأيديهم يوم بدر).
وقوله: ﴿وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾. أي: نسلط عليه في الآخرة عذاب الحرق في جهنم. ويكون بذلك قد جمع له عذاب الدارين.
وقوله: ﴿ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ﴾. تقريع وتوبيخ، أي إنما صَلِيتَ هذا العذاب بما اجترحت يداك وبما اكتسبت من عمل. قال النسفي: (أي السبب في عذاب الدارين هو ما قدمت نفسه من الكفر والتكذيب، وكنى عنها باليد لأن اليد آلة الكسب).
وقوله: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾.
أي: هو المُقْسِط سبحانه والعادل في حكمه بين عباده فلا يظلم تعالى أحدًا.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر، عن رسول الله - ﷺ -، فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: [يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا.. ] الحديث (١).
١١ - ١٣. قولى تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (١١) يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (١٢) يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (١٣)﴾.
في هذه الآيات: نَعْتُ حال كثير من الناس يعبدون الله على شرط القوة والرزق والعافية، فإن نزل بهم من المصائب والفتن انقلبوا إلى الجادّة الثانية، وأشركوا بالله وجحدوا نعمه الباقية.
فعن مجاهد: (﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ﴾ قال: على شَكٍّ، ﴿فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ﴾ رخاء وعافية ﴿اطْمَأَنَّ بِهِ﴾: استقر ﴿وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ﴾ عذاب ومصيبة ﴿انْقَلَبَ﴾ ارتدّ ﴿عَلَى وَجْهِه﴾ كافرًا).
وعن قتادة: (﴿فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ﴾ يقول: أكثر ماله، وكثرت ماشيته اطمأنَّ وقال: لم