وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر: ٥١].
٢ - وقال تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة: ٢١].
وقد حصل لنبينا محمد - ﷺ - من التأييد العجيب والنصر البليغ يوم بدر، حتى أراه الله مصرع أعدائه أمام عينه، وشاركته الملائكة ذلك الظفر.
ففي صحيح البخاري ومسند أحمد عن رفاعة عن النبي - ﷺ - قال: [جاء جبريل فقال: ما تعدّون من شهد بدرًا فيكم؟ قلت: خيارنا. قال: وكذلك من شهد بدرًا من الملائكة هم عندنا خيار الملائكة] (١).
وقوله: ﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾ - يعني هذا القرآن. أنزله الله تعالى آيات واضحات في اللفظ والمعنى، معجزات في البيان والآفاق، ليكون حجة منه سبحانه على عباده.
وقوله: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ﴾. أي: يوفق لإصابة الحق من شاء فهو أعلم بالشاكرين.
١٧ - ١٨. قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١٧) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (١٨)﴾
في هذه الآيات: فَصْلُ الله بين الطوائف في اختلاف منهاج عبادتها وتوجهاتها يوم القيامة والله على كل شيء شهيد. إنَّ الله تعالى يسجد له من في السماوات ومن في