إليه في غالب الأحوال، إلا ما استثنى من الصلاة عند اشتباه القبلة وفي الحرب، وفي النافلة في السَّفر، والله أعلم).
قلت: والطواف في البيت صلاة، فيجب لها الوضوء والتطهر من الجنابة، إلا أنه أبيح فيها الكلام. وللطائف أن يقرأ القرآن ويدعو ويسبح ويهلل وغير ذلك مما هو مشروع في الذكر.
فقد أخرج الترمذي بسند صحيح عن ابن عباس، عن النبي - ﷺ - قال: [الطواف بالبيت صلاة، ولكن الله أحل فيه النطق، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير. وفي رواية: فأقلوا فيه الكلام] (١).
وقوله: ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ﴾.
أي: ناد في الناس داعيًا لهم إلى إقامة هذه المناسك العظيمة بحج بيت الله الحرام.
وعن سعيد بن جبير قال: (لما فرغ إبراهيم من بناء البيت أوحى الله إليه أن أذّن في الناس بالحج. فخرج فنادى في الناس: يا أيها الناس إن ربكم قد اتَّخَذَ بيتًا وأمركم أن تحجوه. قال: قال ابن عباس: فسمعه ما بين السماء والأرض، ألا ترى الناس يجيئون من أقصى الأرض يلبون).
وقوله: ﴿يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ﴾.
قال ابن عباس: (﴿رِجَالًا﴾ على أرجلهم، ﴿وَعَلَى كُلِّ ضَامِر﴾ قال: الإبل).
فجُمع لأنه أريد بكل ضامر: النوق. ولذلك قال: ﴿يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾. قال ابن عباس: (من مكان بعيد).
وفي التنزيل:
﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ [إبراهيم: ٣٧]. قال ابن كثير: (فليس أحدٌ من أهل الإسلام إلا وهو يَحِنُّ إلى رؤية الكعبة والطواف، والناس يقصِدُونها من سائر الجهات والأقطار).
وقوله: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾. قال مجاهد: (الأجر في الآخرة، والتجارة في الدنيا).