فقد أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله - ﷺ - قال: [من نذر أن يُطيعَ الله فَلْيُطِعْهُ، ومَنْ نذَرَ أن يعصي الله فلا يعصه] (١).
وفي سنن النسائي بسند صحيح عن عِمران بن حُصَين، عن النبي - ﷺ - قال: [النذر نَذْران، فما كان مِنْ نَذْرٍ في طاعة الله فذلك لله، وفيه الوفاء. وما كان من نذر في معصية الله فذلك للشيطان، ولا وفاء فيه، ويكفِّره ما يكفِّر اليمين] (٢).
وقوله: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾.
قال ابن الزبير: (إنما سمي البيت العتيق، لأن الله أعتقه من الجبابرة).
وفي الصحيحين عن ابن عباس أنه قال: [أُمِرَ الناس أن يكون آخرَ عهدهم بالبيت الطوافُ، إلا أنه خُفِّفَ عن المرأة الحائض] (٣).
فيودِّع المسلم البيت بطواف، كما استقبله بطواف، فإن قضى حجّه واستطاع أن يتابع بعد فترة بعمرة كان ذلك خيرًا كبيرًا.
فقد أخرج الترمذي والنسائي بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله - ﷺ - قال: [تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقرَ والذنوب، كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة] (٤).
وأخرج البزار بسند صحيح عن جابر قال: قال رسول الله - ﷺ -: [الحجَّاجُ والعُمَّار وَفْدُ الله، دعاهم فأجابوه، سألوه فأعطاهم] (٥).
٣٠ - ٣٣. قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (٣٠) حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا
(٢) حديث صحيح. أخرجه النسائي -كما في صحح الجامع (٦٦٨٠) - وانظر كتابي: أصل الدين والإيمان. (١/ ٤٦٠) لتفصيل البحث.
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري (١٧٥٥)، ومسلم (١٣٢٨)، والبيهقي (٥/ ١٦١).
(٤) حديث صحيح. أخرجه الترمذي (٨٠٧)، والنسائي (١١٥)، وانظر صحيح الجامع (٢٩٠١).
(٥) حديث صحيح. أخرجه البزار (١١٣٣)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٨٢٠).