ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخل الجنة] (١).
وله شاهد فيهما وفي المسند بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [إنّ الله تعالى وَكَّلَ بالرحم ملكًا يقول: أي رب نطفة، أي رب علقة، أي رب مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقها قال: أي رب شقي أم سعيد؟ ذكر أو أنثى؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه] (٢).
وقوله: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾.
أي: فتعالى أمره سبحانه في قدرته وعلمه، وهو خير المقدرين وخير الصانعين.
قال مجاهد: (يصنعون ويصنع الله، والله خير الصانعين).
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ﴾.
أي: ثم إنكم بعد ما ذُكر من مراحل إنشائكم لمفارقون لهذه الحياة الدنيا، وذلك عند انقضاء آجالكم.
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ﴾. أي: من قبوركم للحساب والمجازاة. قال النسفي: (تحيون للجزاء). ثم يُوَفّى كل عامل عمله، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر.
قال تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٧ - ٨].
وفي مستدرك الحاكم بسند صحيح من حديث معاذ بن جبل مرفوعًا: [تعلمون المعادَ إلى الله، ثم إلى الجنة أو إلى النار، وإقامةٌ لا ظعن فيه، وخلودٌ لا موت في أجسادٍ لا تموت] (٣).
١٧ - ٢٢. قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (١٧) وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (١٨)
(٢) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٦٥٩٥)، ومسلم (٢٦٤٦)، وأحمد (٣/ ١٤٨)، وغيرهم.
(٣) صحيح الإسناد. أخرجه الحاكم (١/ ٨٣)، وله شواهد كثيرة. انظر "المجمع" (١٠/ ٣٩٦)، وكذلك سلسلة الأحاديث الصحيحة -حديث رقم- (١٦٦٨).