فقوله: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾.
إخبار من الله تعالى عن إرساله لنبيه نوح عليه الصلاة والسلام لينذر قومه عذاب الله وانتقامه ممن أشرك به ولم يفرده بالعبادة والتعظيم.
وقوله: ﴿أَفَلَا تتَقُونَ﴾. قال ابن كثير: (أي: ألا تخافون من الله في إشراككم به؟ ! ).
وقوله: ﴿فَقَالَ الْمَلَأُ﴾. يعني السادة والأشراف والأكابر منهم. ﴿مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ﴾. قال النسفي: (أي يطلب الفضل عليكم ويترأس).
وقال القرطبي: (أي يسودكم ويشرُف عليكم بأن يكون متبوعًا ونحن له تبع).
وقوله: ﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً﴾.
أي: لو شاء الله إرسال رسول لأرسل ملكًا من عنده ولم يكن بَشَرًا.
وقوله: ﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ﴾. أي: ما سمعنا ببعثه البشر في أجدادنا والأمم قبلنا. قال النسفي: (أي: بإرسال بشر رسولًا، أو بما يأمرنا به من التوحيد وسب آلهتنا، والعجب منهم أنهم رضوا بالألوهية للحجر ولم يرضوا بالنبوة للبشر).
وقوله ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ﴾. أي: ما بنوح إلا الجنون، إذ يزعم أن الله اختاره من بينكم لرسالته، واختصه بالوحي من دونكم.
وقوله: ﴿فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ﴾. قال ابن جرير: (يقول: فتلبثوا به، وتنظروا به حتى حين). وقال ابن كثير: (أي: انتظروا به ريبَ المنون، واصبروا عليه مُدَّةَ حتى تستريحوا منه).
٢٦ - ٣٠. قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (٢٦) فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (٢٧) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ