وفي الأثر عن عمر: (لا أبالي على أي حال أصبحت أو أمسيت. إن كان الغنى، إنّ فيه للشكو، وإن كان الفقر إن فيه للصّبر).
وقال بعض السلف: (نعمته فيما زوى عني من الدنيا أعظم من نعمته فيما بسط لي منها. إني رأيته أعطاها قومًا فاغتروا).
وقوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ﴾.
قال القاسمي: (يعني ما نزل بهم من القتال والقتل يوم بدر، أو باب المجاعة والضر. ﴿إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ﴾ أي حزنى نادمون على ما سلف منهم، في تكذيبهم بآيات الله، في حين لا ينفعهم الندم والحزن).
وقوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ﴾.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: والله الذي أحدث لكم أيها المكذبون بالبعث بعد الممات، السمع الذي تسمعون به، والأبصار التي تبصرون بها، والأفئدة التي تفقهون بها، فكيف يتعذر على من أنشأ ذلك ابتداء إعادته بعد عدمه وفقده).
وقوله: ﴿قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾. أي: ما أقلّ شكركم لله على ما تفضل به عليكم من نعمة السمع والبصر والفؤاد والعقل وغيرها من النعم التي لا تعد ولا تحصى.
وقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
قال النسفي: (خلقكم وبثكم بالتناسل ﴿فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ تجمعون يوم القيامة بعد تفرقكم).
وقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾.
أي: وأمر الحياة والموت بيده سبحانه، فيحيي النسم بالإنشاء، ويميتها بالإفناء، وتعاقب الليل والنهار بأمره، في الظلمة والنور، والزيادة والنقصان، كل ذلك إليه وحده لا مصرف له سواه، أفبعد ذلك تنكرون قدرته تعالى على البعث للحساب ومقايضة الأعمال وتصريف الثواب والعقاب؟ !
وقوله تعالى: ﴿بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (٨١) قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ﴾.
إخبار عن تعاقب السنن في الأمم المتتابعة، فقول الآخرين يشبه قول الأولين، فكما لم يعتبر المشركون الأولون بآيات الله ولم يتدبروا حججه البالغة، كذلك مضى