وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (٣٧)﴾ [فاطر: ٣٧].
٢ - وقال تعالى: ﴿قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (١١) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (١٢)﴾ [غافر: ١١، ١٢].
٣ - وقال تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (١٢) وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٣)﴾ [السجدة: ١٢، ١٣].
ومن كنوز السنة العطرة في آفاق هذه الآية أحاديث:
الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن أنس، عن النبي - ﷺ - قال: [يقول الله لأهون أهل النار عذابًا يوم القيامة: لو أنَّ لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم. فيقول: أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي شيئًا، فأبيت إلا أن تشرك بي] (١).
الحديث الثاني: أخرج الحاكم بسند حسن عن أبي موسى عن النبي - ﷺ - قال: [إن أهل النار ليَبْكون حتى لو أُجْرِيت السفن في دموعهم جَرَتْ، وإنهم ليبكون الدم] (٢).
الحديث الثالث: يروي ابن ماجة بسند صحيح عن عبد الله بن قيس قال: كنت عند أبي بردة ذات ليلة. فدخل علينا الحارث بن أقيْشٍ. فحدثنا الحارث ليلتئذ، أن رسول الله - ﷺ - قال: [إن مِنْ أمتي مَنْ يَدْخُلُ الجنةَ بشفاعتِهِ أكثَرُ مِنْ مُضَرَ. وإن مِنْ أُمَّتي مَنْ يَعْظُمُ للنارِ حتى يكونَ أَحَدَ زواياها] (٣).
وقوله تعالى: ﴿قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾. كلام تسكيت وتوبيخ وتحقير، وما هو بكلام تشريف.
(٢) حديث صحيح. أخرجه الحاكم (٤/ ٦٠٥)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (١٦٧٩).
(٣) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة (٤٣٢٣) - في صفة النار، انظر صحيح ابن ماجة (٣٤٩٠).