يجدْ بَيِّنَةً فلم تجدوه، فلما أن جاء بالعشِيّ وَجَدَهُ، قال: يا أبا موسى! ما تقولُ؟ أقدْ وَجَدْت؟ قال: نعم، أُبَيُّ بن كَعْبٍ، قال: عَدْلٌ، قال: يا أبا الطُفَيْل! ما تقولُ هذا؟ قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول ذلك يا ابن الخطاب! فلا تكونَنَّ عذابًا على أصحاب رسول الله - ﷺ -. قال: سبحان الله! إنما سَمِعْتُ شيئًا، فأحْبَبْتُ أن أتَثَبَّت] (١). وفي رواية: (فقال عمر: خَفِيَ عليَّ هذا مِنْ أمْرِ رسول الله - ﷺ -، ألهاني عنه الصَّفْقُ بالأسواق).
وفي المسند وسنن أبي داود بسند جيد عن أنس: [أن رسول الله - ﷺ - استأذن على سعد بن عبادة فقال: السلام عليك ورحمة الله. فقال سعد: وعليك السلام ورحمةُ الله، ولم يسمع النبي - ﷺ - حتى سَلَّم ثلاثًا، وردَّ عليه سعد ثلاثًا ولم يُسْمِعْه. فرَجَعَ النبي - ﷺ - فاتَّبَعَهُ سعد فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي ما سَلَّمْتَ تسليمةً إلا وهِيَ بأذني، ولقد رَدَدْتُ عليك ولم أُسْمِعْكَ، وأردتُ أن أستكثر مِن سلامك ومن البركة. ثم أدخله البيت. فقرَّب إليه زبيبًا، فأكل نبيُّ الله، فلما فرَغ قال: أكل طعامَكُم الأبرار، وَصَلَّت عليكم الملائكة، وأفطر عندكمُ الصائمون" (٢).
٢ - يكره قول المستأذن "أنا" إذا قيل له: من هذا؟.
فقي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله قال: [أتيتُ النبي - ﷺ -، فَدَعَوْتُ، فقال النبي - ﷺ -: مَنْ هذا؟ قلتُ: أنَّا، قال: فخرج وهو يقول: أنَا، أنَا] (٣).
٣ - يحرم النظر في بيت غيره.
ففي صحيح مسلم عن سهل بن سعد: [أنَّ رجلًا اطلَعَ في جُحْرٍ في باب رسول الله - ﷺ -، ومع رسول الله - ﷺ - مدرىً يَحُكُّ به رأسَهُ، فلما رآه رسول الله - ﷺ -: قال: لو أعْلَمُ أنَّكَ تَنْظُرُني لطَعَنْتُ به في عَيْنِكَ. وقال رسول الله - ﷺ -: إنَّما جُعِلَ الإذْنُ مِنْ أجْلِ البَصَر] (٤).
(٢) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٣/ ١٣٨)، والبزار (٢٠٠٧)، وقال الهيثمي في "المجمع" (٨/ ٣٤): ورجالهما رجال الصحيح. وأخرج أبو داود (٣٨٥٤) وأبو يعلى (٤٣١٠) عجزه فقط.
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢١٥٥) - كتاب الآداب، باب كراهة قول المستأذن أنا، إذا قيل من هذا، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(٤) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢١٥٦) - كتاب الآداب، باب تحريم النظر في بيت غيره.