رسول الله - ﷺ -: [كلوا جميعًا ولا تتفرّقوا، فإنَّ طعامَ الواحد يكفي الاثنين، وطعامَ الاثنين يكفي الأربعة] (١).
وله شاهد عنده في "المعجم الكبير" بلفظ: [طعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية، فاجتمعوا عليه، ولا تتفرقوا عنه].
الحديث الثالث: أخرج ابن ماجة -والترمذي نحوه- بسند حسن عن عمر قال: قال رسول الله - ﷺ -: [كلوا جميعًا ولا تفرقوا، فإن طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة. كلوا جميعًا ولا تفرقوا، فإن البركة في الجماعة] (٢).
الحديث الرابع: أخرج الطحاوي بسند صحيح عن عبد الله بن عباس مرفوعًا: [إنّ البركة تنزل وسط القصعة، فكلوا من نواحيها، ولا تأكلوا من رأسها] (٣).
وهو عند ابن ماجة من حديث واثلة بلفظ: [كلوا باسم الله مِنْ حَوالَيْها، وأعْفُوا رأسَها، فإنَّ البركة تأتيها مِنْ فوقها].
وقوله: ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾. قال الضحاك: (﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾: يقول: سلموا على أهاليكم إذا دخلتم بيوتكم، وعلى غير أهاليكم، فسلموا إذا دخلتم بيوتهم).
وقال سعيد بن جبير وقتادة: (فليسلم بعضكم على بعض).
قلت: والآية عامة في أمر الله تعالى المؤمنين بإلقاء السلام بعضهم على بعض سواء في المساجد أو البيوت أو أماكن التقائهم على اختلاف أنواعها، ولا دليل على تخصيص شيء من ذلك دون شيء كما ذهب بعض المفسِّرين.
ونصب قوله: ﴿تَحِيَّةً﴾ بتقدير: سلموا تحية، أو تحيّون أنفسكم تحية من عند الله، وهي السلام. قال النسفي: (﴿مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾ أي ثابتة بأمره مشروعة من لدنه، أو لأن التسليم والتحية طلب سلامة وحياة للمسلم عليه، والمحيا من عند الله

(١) حسن بكثرة طرقه. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٧٥٩٧)، وانظر السلسلة الصحيحة -حديث رقم- (٢٦٩١). وانظر "المعجم الكبير" (٣/ ١٩٤/ ١). للشاهد بعده.
(٢) حديث حسن. أخرجه ابن ماجة (٣٢٥٥)، وله شاهد عند مالك (٢/ ٩٢٨/ ٢٠)، وعند الترمذي (١/ ٣٣٥)، وفي مسند أحمد (٢/ ٢٤٤)، وانظر السلسلة الصحيحة (١٦٨٦).
(٣) إسناده صحيح. أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (١/ ٥٥)، وانظر سنن ابن ماجة (٢/ ٣٠٥)، وسلسلة الأحاديث الصحيحة (٢٠٣٠).


الصفحة التالية
Icon