﴿مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾ وصفها بالبركة والطيب لأنها دعوة مؤمن لمؤمن يرجى بها من الله زيادة الخير وطيب الرزق).
فالسلام هو اسم الله تعالى، ففي التحية به ذكر الله ودعاء بالسلامة.
وقد حفلت السنة الصحيحة بآفاق هذا المعنى في أحاديث:
الحديث الأول: روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - ﷺ -: [لا تَدْخلون الجنة حتى تُؤْمِنوا، ولا تُؤمنوا حتى تحابُّوا، أولا أدلكم على شيء إذا فَعَلْتُموه تحابَبْتُم؟ أفشوا السلام بينكم] (١).
الحديث الثاني: أخرج البخاري في "الأدب المفرد" عن أنس قال: قال رسول الله - ﷺ -: [إنَّ السَّلامَ اسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في الأرض، فأفشوا السلام بينكم] (٢).
الحديث الثالث: أخرج الترمذي وابن ماجة بسند صحيح، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - ﷺ -: [اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تدخلوا الجنة بسلام] (٣). وفي رواية في الأدب المفرد: [تدخلوا الجنان].
وقوله: ﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾. أي: هكذا يفصل الله لكم أحكام دينكم، لتفقهوا عنه تعالى أمره ونهيه وأدبه وبيان شرعه وهديه.
٦٢ - ٦٤. قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٦٢) لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ

(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٥٤) - كتاب الإيمان. وفي رواية: "والذي نفسي بيده! لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا،... " الحديث.
(٢) حديث حسن. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٩٨٩). انظر صحيح الأدب المفرد (٧٦٠).
(٣) حديث حسن صحيح. أخرجه الترمذي (٢/ ٣٤٠)، وابن ماجة (٣٦٩٤)، وأحمد (٢/ ١٧٠). وانظر صحيح الأدب المفرد (٧٥٢).


الصفحة التالية
Icon