عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}] (١).
وقوله: ﴿خَالِدِينَ﴾. أي: هم في هذا النعيم في خلود لا انقطاع له.
وقوله: ﴿كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا﴾.
قال ابن عباس: (فسألوا الذي وعدهم وتنجزوه).
وقال ابن زيد: (سألوه إياها في الدنيا، طلبوا ذلك فأعطاهم وعدهم، إذ سألوه أن يعطيهم، فأعطاهم، فكان ذلك وعدًا مسؤولًا، كما وقَّت أرزاق العباد في الأرض قبل أن يخلقهم، فجعلها أقواتًا للسائلين، وقَتَ ذلك على مسألتهم، وقرأ: ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ﴾ [فصلت: ١٠]).
وكان بعض أهل العربية يرى أن معنى قوله: ﴿وَعْدًا مَسْئُولًا﴾ أي: وعدًا واجبًا. لابد أن يقع وأن يكون، حكاه ابن جرير في التفسير.
١٧ - ١٩. قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (١٧) قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (١٨) فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا (١٩)﴾.
في هذه الآيات: ذِكْرُ الخزي الذي ينتظر المشركين يوم الحشر في عبادتهم آلهة من دون الله، وتبرؤ عيسى وعزير والملائكة ممن عبدوهم، والظالمون في عذاب كبير.
فقوله: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ - تقريع وتوبيخ للكفار يوم القيامة في عبادتهم آلهة من دون الله. قال مجاهد: (عيسى، وعُزير، والملائكة).
وقوله: ﴿فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ﴾.
خطاب من الله تعالى للذين كان هؤلاء المشركون قائمين على عبادتهم.