خيمةً مِنْ لُؤلؤة مُجَوَّفة، عَرْضُها سِتُّونَ مِيلًا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمنون] (١). وفي رواية:
[إن للمؤمنينَ في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها ستون ميلًا فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن، فلا يرى بعضهم بعضًا].
وفي لفظ آخر: [الخيمة درّة طولها في السماء ستون ميلًا، في كل زاوية أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون].
قال ابن القيم: (وهذه الخيم غير الغرف والقصور، بل هي خيام في البساتين وعلى شواطئ الأنهار).
٢٥ - ٣١. قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (٢٥) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (٢٦) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (٢٧) يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (٢٨) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (٢٩) وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (٣٠) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا﴾.
في هذه الآيات: تَفَطُّرُ السماء يوم القيامة وانفراجها بالغمام ونزول الملائكة لأرض المحشر وكان يومًا على الكافرين عسيرًا. ونَدَمُ الظالم وعضّه على يديه متمنيًا أن لو كان قد اتخذ مع الرسول سبيلًا، ولم يتخذ فلانًا من أصحاب السوء خليلًا. وقولُ الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا. وعداوة المجرمين للأنبياء والمرسلين والصالحين وكفى بالله هاديًا ونصيرًا.
فقوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا﴾.
إخبار من الله عز وجل عن أهوال القيامة من انشقاق السماء وتفطّرها وانفراجها

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٨٧٩) - كتاب التفسير. وأخرجه مسلم (٢٨٣٨) ح (٢٤)، وأخرجه الترمذي (٢٥٢٨)، وأحمد (٤/ ٤١١)، وابن حبان (٧٣٩٥).


الصفحة التالية
Icon