بالغمام ونزول الملائكة من السماء للإحاطة بالخلائق في أرض المحشر ثم مجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء.
قال مجاهد: (وهذا كما قال تعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ [البقرة: ٢١٠]).
قال القاسمي: (﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ﴾ أي ينصدع نظامها فلا يبقى أمر ما فيها من الكواكب على ما يرى اليوم. فيخرب العالم بأسره. و"الباء" بمعنى "مع" أي مع السحب الجوية. أو بمعنى "عن" أي تنفطر عن الغمام الذي يسوِّد الجو ويظلمه، ويغم القلوبَ مرآه ﴿وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا﴾ فيحيطون بالخلائق في المحشر).
وقوله تعالى: ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا﴾.
المُلْكُ الثابت يومئذ لله تعالى، وكل ملك دونه يزول، فلا يبقى يومئذ إلا ملكه.
وكان ذلك اليوم شديد العسرة والضيق على الكافرين، لأنه يوم الفصل وكشف السرائر وإقامة العدل والحق المبين.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ﴾ [المدثر: ٨ - ١٠].
٢ - وقال تعالى: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (٩) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ﴾ [الطارق: ٩، ١٠].
٣ - وقال تعالى: ﴿يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [غافر: ١٦].
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: [يقبض الله الأرض ويطوي السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض] (١). وفي لفظ مسلم: [ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون].
وفي صحيح مسلم عن عبد الله قال: [جاء رجلٌ من أهل الكتاب إلى رسول الله - ﷺ - فقال: يا أبا القاسم! إن الله يُمْسِكُ السماوات على إصْبَع، والأرضين على إصْبَع، والشَّجَرَ والثَّرَى على إصْبَعٍ، والخلائق على إصْبَعٍ، ثم يقول: أنا الملك، أنا الملك.