والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقارعة أهل الباطل ومجاهدتهم لإعلاء دين الله في الأرض.
أخرج الخطيب في "التاريخ" بسند صحيح عن أنس مرفوعًا:
[النَّصْرُ مع الصَّبْر، والفَرَجُ مع الكَرْب، وإنَّ مع العُسْرِ يُسْرًا، وإنَّ معَ العُسْرِ يُسْرًا] (١).
٣٢ - ٣٤. قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (٣٢) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (٣٣) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (٣٤)﴾.
في هذه الآيات: تَنَطُّعٌ من الكفار واعتراض سفيه أن نزَّلَ الله القرآن مُفَرَّقًا لا جملة واحدة، فكان الجواب من الله تعالى أنه إنما يثبت بذلك قلب نبيه على الحق، وكذلك قلوب المؤمنين الذين تنزل الآيات إجابة لتساؤلاتهم، وحلًا للمشكلات المستجدة في حياتهم، وهذا القرآن يحمل القوارع على الطغاة وأحسن الأمثال التي فيها إسكاتهم، ويوم القيامة يحشرون أذلاء على وجوههم.
فقوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا﴾.
قال ابن عباس: (كان الله ينزل عليه الآية، فإذا علمها نبي الله نزلت آية أخرى، ليعلمه الكتاب عن ظهر قلب، ويثبت به فؤاده).
وعن ابن جُرَيج: (قوله: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً﴾ كما أنزلت التوراة على موسى، قال: ﴿كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ﴾ قال: كان القرآن ينزَّل عليه جوابًا لقولهم، ليعلم محمد أنَّ الله يجيب القوم بما يقولون بالحق. ويعني بقوله: ﴿كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ﴾ لنصحح به عزيمة قلبك ويقين نفسك، ونشجعك به).

(١) أخرجه الخطيب في "التاريخ" (١٠/ ٢٨٧)، والديلمي (٤/ ١١١ - ١١٢)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢٣٨٢)، وقال: الحديث صحيح.


الصفحة التالية
Icon