وفي صحيح مسلم عن أبي موسى قال: [قام فينا رسول الله - ﷺ - بخمس كلمات فقال: إنّ الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القِسط ويَرْفعه، يُرْفَعُ إليه عَمَلُ الليل قبلَ عمل النهار، وعملُ النهار قبلَ عمل الليل، حِجابُه النور، لو كشفه لأحْرَقَت سُبُحات وَجْهِهِ ما انتهى إليه بَصَرُهُ من خَلْقِه] (١).
وفي صحيح مسلم أيضًا عن أبي موسى، عن النبي - ﷺ - قال: [إنَّ الله عَزَّ وجل يَبْسُطُ يده بالليل، ليتوبَ مسيءُ النَّهار، ويَبْسُطُ يَدهُ بالنهار، ليتوبَ مسيءُ الليل، حتى تَطْلُعَ الشمسُ من مَغْرِبها] (٢).
٦٣ - ٦٧. قوله تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (٦٣) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (٦٤) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (٦٥) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (٦٦) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (٦٧)﴾.
في هذه الآيات: ثناءُ الله تعالى على عباده المؤمنين، فهم يمشون في الأرض هونًا ولا يبتغون الجاهلين، ويبيتون لربهم قائمين ساجدين، ويسألونه تعالى النجاة من عذاب جهنم مستقر الكافرين، وينفقون من أموالهم دون إسراف ولا إقتار وإنما بشكل قويم.
فقوله: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾. قال مجاهد: (بالوقار والسكينة). وعن ابن عباس: (بالطاعة والعفاف والتواضع). وقال ابن زيد: (لا يتكبرون على الناس، ولا يتجبرون، ولا يفسدون). وقال الحسن: (حلماء، وإن جُهل عليهم لم يجهلوا).

(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (١٧٩) - كتاب الإيمان، وأخرجه أحمد (٤/ ٣٩٥)، وأخرجه ابن ماجة في السنن (١٩٥) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
(٢) حديث صحيح. رواه مسلم (٢٧٥٩) - كتاب التوبة، باب قبول التوبة من الذنوب.


الصفحة التالية
Icon